demo-attachment-22-close-up-of-doctors-with-clipboard-at-hospital-PNAWFWS

الاكتشاف المبكر للاورام وبرامج للمتابعة الدورية

تُعد الأورام، وبالأخص السرطانية منها، من المشكلات الصحية الجسيمة التي تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض، سواء من الناحية الجسدية أو النفسية، وكثيرون يعتقدون أن تشخيص السرطان يعني نهاية الحياة، ولكن هذا الاعتقاد لم يعد دقيقًا، حيث أنه اليوم أصبح الكشف المبكر للاورام أحد أهم الأدوات المتاحة للمرضى، حيث يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تحسين فرص العلاج والشفاء، وقد يكون له تأثير إيجابي كبير على حياة المرضى.

ما هو الكشف المبكر للاورام؟

المشكلة الكبرى التي تواجهنا عند الحديث عن الكشف المبكر للاورام هي أن معظم الأورام خاصةً السرطانات تعمل على إخفاء نفسها عن الجهاز المناعي، وذلك عن طريق إطلاق بروتينات معينة تعمل على ذلك الأمر، ولذلك فإن أغلب الحالات لا تكتشف إصابتها بالسرطان أو الأورام إلا عندما يكبر الورم أو يكون قد انتشر بالفعل.

الكشف المبكر للاورام يعني تشخيص الإصابة بالسرطان أو الورم في مراحله الأولية، حين يكون الورم صغيرًا وغير منتشر بعد إلى الأنسجة المحيطة أو أجزاء الجسم الأخرى، فكما نعرف أن كل سرطان له أكثر من مرحلة أو درجة، والدرجة الأولى يكون فيها الورم صغيرًا ومحددًا داخل العضو المُصاب، ومع توالي الدرجات نجد أن الورم يكبر ويبدأ في الانتشار وهذا يحدث في المراحل المقدمة، لذلك فإن الكشف المبكر هو اكتشاف السرطان في المرحلة الأولى أو حتى في المراحل الأخرى لكن قبل انتشار السرطان في أي أنسجة أخرى.

فوائد الكشف المبكر للسرطان

تجدر الإشارة في البداية إلى أن الكشف المبكر للاورام يختلف من ورم إلى آخر، فكل ورم له السلوك الخاص به وسرعة النمو الخاصة به، بالإضافة إلى اختلاف طبيعة كل عضو مُصاب عن العضو الآخر، لذلك فإن كل سرطان أو ورم له الطريقة الخاصة به في العلاج بعد ذلك.

بالعودة إلى فوائد الكشف المبكر للسرطان فإنها متعددة وكثيرة للغاية بالنسبة للمريض، ففي البداية فإن فوائد الكشف المبكر للسرطان هي أن العلاج يكون أكثر فعالية إذ يكون الورم محددًا ولم ينتشر بعد، إذ نجد أن بعض أنواع السرطان يمكن أن يُشفى كل المرضى بنجاح في حالة الاكتشاف المبكر لهذا السرطان، وفيما يلي بعض الأمثلة لبعض السرطانات المختلفة:

  • في كل 10 أشخاص مُصابون بسرطان الرئة، في حالة تشخيصهم بالسرطان في المراحل المتأخرة ينجو أقل من شخص واحد، في حين ينجو أكثر من 6 أشخاص في حالة التشخيص المبكر.
  • في كل 10 أشخاص مُصابون بسرطان الأمعاء، فإن واحد فقط ينجو من المرض في حالة التشخيص المتأخر، لكن ينجو ما يصل إلى 9 أشخاص في الكشف المبكر للاورام.
  • في كل 10 أشخاص مُصابون بسرطان الثدي، ففي حالة التشخيص المتأخر فإن 3 أشخاص فقط ينجون، في حين أن كل الأشخاص سوف ينجون تقريبًا في حالة الكشف المبكر للاورام.

بالإضافة إلى زيادة فعالية العلاج، يقل احتمال تكرار الإصابة بالسرطان بعد العلاج، وتقل أيضًا فرصة حدوث مضاعفات مرتبطة بالسرطان؛ لذلك فوائد الكشف المبكر للسرطان متعددة، ولكن من المهم اختيار أفضل الأطباء مثل الدكتور ياسر الدبيكي – أستاذ واستشاري جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة – لضمان متابعة الحالة بشكل دقيق والعمل على الكشف المبكر عن الأورام.

طرق الكشف المبكر للاورام

يبحث الكثير من الأشخاص عن طرق الكشف عن السرطان بتحليل الدم، ولكن يمكننا القول أنه يوجد العديد من الطرق المتاحة للكشف المبكر للاورام، وهذه الطرق تنقسم إلى:

  • الفحص الجسدي

من أشهر الأعراض أو العلامات التي تظهر على مريض السرطان حتى قبل ظهور أي أعراض أخرى هي وجود كتل خلوية غير طبيعية أو تغير في لون الجلد أو تضخم أحد الأعضاء عن الشكل الطبيعي؛ ولذلك ففي الفحص الجسدي من أجل الكشف المبكر للاورام يعمل الطبيب على فحص الجسم بكل دقة للبحث عن أي شيء غير طبيعي من تكتلات أو تضخم أو تغير في لون الجسم، وعند إيجاد أي من ذلك فإن الطبيب يشك في الإصابة، ويدفعه ذلك لإجراء الفحوصات الأخرى، ومن أمثلة السرطانات التي يمكن اكتشافها بهذه الطريقة هو سرطان الثدي.

  • الفحوصات المعملية

ثاني طريقة من طرق الكشف المبكر للاورام هي الفحوصات المعملية، مثل الكشف عن السرطان بتحليل الدم، إذ يبحث الطبيب من خلال ذلك على بعض المواد أو العلامات التي تدل على وجود سرطان، وبالإضافة إلى الكشف عن السرطان بتحليل الدم فإنه يمكن استخدام تحليل البول والبراز وسوائل الجسم المختلفة، وبعض التغيرات في هذه الفحوصات قد تشكك الطبيب في إصابة المريض بالسرطان.

  • الأشعة 

ثالث طريقة من أجل الكشف المبكر للاورام هي الخضوع لأنواع الأشعة المختلفة، وتساعد هذه الأشعة الطبيب في رؤية ما بداخل جسم المريض ورؤية أي شيء غير طبيعي، وتوجد العديد من طرق التصوير الإشعاعي منها الأشعة السينية والماموجرام والأشعة المقطعية والتصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير بالموجات فوق الصوتية.

  • المنظار

المنظار هو أنبوب رفيع ومرن يُدخله الطبيب داخل جسم المريض ومزود بكاميرا مثبتة في مقدمته، ومن خلال الكاميرا يستطيع الطبيب رؤية أي شيء غريب موجود داخل جسم المريض، ويمكن استخدام المنظار لتشخيص العديد من السرطانات مثل سرطان القولون والمستقيم وغيرها من السرطانات المختلفة سواء سرطان المعدة أو الرئة أو الحنجرة، أو الرحم وغيرها من الأنواع الأخرى، بالإضافة إلى ذلك يمكن للطبيب استخدام المنظار لأخذ عينات من الأنسجة لتشخيص السرطانات بدقة.

  • العينة

من ضمن طرق الكشف المبكر للاورام والتي تؤكد الإصابة بالسرطان هي أخذ عينة من الكتلة الخلوية الغريبة، ثم فحص هذه العينة تحت الميكروسكوب للتأكد من الإصابة بالسرطان ونوعه، كما أن هذه العينة تساعد الطبيب في اختيار أفضل طرق العلاج المناسبة لحالة المريض.

العوامل التي تؤثر على الكشف المبكر للاورام

بعد التعرف على فوائد الكشف المبكر للسرطان وطرق الكشف عن السرطان بتحليل الدم، فإنه توجد العديد من العوامل التي تؤثر على الكشف المبكر للاورام، وتؤخر قليلًا من اكتشاف الإصابة مثل:

  • عدم ظهور أعراض واضحة: في المراحل الأولى، قد لا تظهر أعراض أو علامات واضحة مثل التعب أو فقدان الوزن غير المبرر، لذا من الضروري استشارة الطبيب حال حدوث أي تغييرات، حتى وإن كانت غير واضحة.
  • اختلاف مسار التشخيص: قد يشتبه بعض الأطباء في أسباب أخرى غير السرطان في البداية؛ مما قد يؤخر التشخيص، ولكن يجب على المريض متابعة الحالة واستشارة الطبيب مرة أخرى إذا لم تتحسن الأعراض أو إذا زادت سوءًا، سواء كانت النتائج طبيعية أو لم يُجري الفحوصات بعد.
  • القلق من التحدث مع الطبيب: يمكن أن يتسبب القلق من التحدث مع الطبيب أو من نتائج الفحوصات في تأخير الكشف، حيث انه من المهم التحدث بصراحة مع الطبيب عن أي تغييرات أو مشاكل صحية تعاني منها، حتى يتمكن من تقديم الرعاية المناسبة.

كل هذه العوامل تؤثر على سرعة الكشف المبكر للاورام، ومن المهم للغاية التغلب عليها وفي حالة امتلاك المريض لأي من عوامل الخطر الخاصة بالإصابة بأي سرطان فإنه يجب عليه المتابعة مع الطبيب باستمرار

demo-attachment-35-A045_07290405_C055-71016-original-protected

التوعية بأعراض الاورام وكيفية عمل برامج الاكتشاف المبكر لها

الوقاية من السرطان: 7 نصائح للحد من خطر الإصابة بالمرض

هل أنت مهتم بالوقاية من السرطان؟ تحمَّل المسؤولية من خلال إجراء تغييرات مثل تناول الأغذية الصحية وإجراء فحوصات بشكل مُنتظَم.

كيف تقلل من احتمالات الإصابة بالسرطان؟ هناك الكثير من النصائح، لكن في بعض الأوقات، قد تبدو النصائح متضاربة بين دراسة وأخرى. ويواصل الباحثون البحث في طرق جديدة للوقاية من السرطان.

لكن الخبراء يعرفون أن بعض اختيارات نمط الحياة قد تؤثر في فرص التعرض للإصابة بالسرطان. يمكنك تجربة نصائح نمط الحياة هذه للمساعدة على الوقاية من السرطان.

1. تجنب استخدام التبغ

تبين وجود ارتباط بين التدخين وأنواع عديدة من السرطان، ويشمل ذلك سرطان الرئة والفم والحلق والحنجرة والبنكرياس والمثانة وعنق الرحم والكُلى. وقد يزيد التعرض للتدخين السلبي من خطر الإصابة بسرطان الرئة.

لكن ليس التدخين هو العامل الوحيد المضِر بالصحة. فلقد ارتبط مضغ التبغ بسرطان تجويف الفم والحلق والبنكرياس.

تتمثل الطريقة الرائعة للمساعدة على الوقاية من السرطان في عدم استخدام التبغ. إذا كنت ترغب في الإقلاع عن التبغ، فاسأل الطبيب عن المنتجات التي يمكن أن تساعدك على الإقلاع عن التدخين وغيرها من طرق الإقلاع عن التدخين.

2. تناول أطعمة صحية

تناوُل الأطعمة الصحية ليس طريقة مؤكدة للوقاية من السرطان، لكنها قد تقلل خطر التعرض له. حاول اتباع الإرشادات التالية:

  • تناوَل مجموعة متنوعة من الفواكه والخضراوات. ركِّز على الفواكه والخضراوات والأطعمة الأخرى نباتية المصدر مثل الحبوب الكاملة والبقوليات. قلِّل من تناوُل الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية والدهون والسكريات المضافة. قلِّل تناوُل اللحوم الحمراء والحبوب المكررة والدهون المُشبعة والمتحولة.
  • تناول المشروبات الكحولية باعتدال، ويُفضل ألا تشربها على الإطلاق. ذلك لأن الكحول يزيد من خطورة الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، مثل سرطان الثدي والقولون والرئة والكُلى والكبد، وكلما شربت أكثر زاد الخطر.

النساء اللاتي يتبعن النظام الغذائي المتوسطي أقل عرضة للإصابة بسرطان الثدي. يركز النظام الغذائي المتوسطي بشكل أكبر على الأغذية النباتية، مثل الفاكهة والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات والمكسرات. ويفضل الأشخاص الذين يتَّبِعون هذا النظام تناول الدهون الصحية، مثل زيت الزيتون عوضًا عن الزبدة، كما يفضلون تناول الأسماك عوضًا عن اللحوم الحمراء.

3. حافظ على وزن صحي للجسم ومارس الرياضة بانتظام

قد تُسهم المحافظة على الوزن الصحي في الحد من خطر الإصابة ببعض أنواع من السرطان، ومنها سرطان الثدي والبنكرياس والكبد والقولون والكُلى.

وكذلك بالنسبة إلى الأنشطة البدنية أيضًا. ففضلاً عن أنها تساعدك على التحكم في الوزن، فإن ممارستها بمفردها يقلل من خطورة الإصابة بسرطان الثدي والقولون.

إن ممارسة الأنشطة البدنية بأي قدر سيفيد صحتك. لكن لتحقيق أقصى فائدة من ممارستها، يجب تخصيص ما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا لممارسة أنشطة اللياقة الخفيفة أو 75 دقيقة أسبوعيًا لممارسة أنشطة اللياقة الشاقة. وكلما زادت مدة ممارسة النشاط البدني، كان ذلك أفضل. يمكن الجمع بين ممارسة الأنشطة الخفيفة والشاقة.

4. حماية نفسك من الشمس

سرطان الجلد واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا وواحد من أكثر الأنواع التي يسهل الوقاية منها. جرِّب النصائح التالية:

  • قلل الوقت الذي تقضيه في الشمس. وهذا فعال خصوصًا في ما بين الساعة العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا، حيث تكون أشعة الشمس أقوى ما يمكن.
  • ابقَ في الظل. عندما تكون بالخارج، ابقَ في الظل قدر الإمكان. كما تساعد النظارات الشمسية والقبعات عريضة الحافة على الوقاية من أشعة الشمس أيضًا.
  • غطِّ جلدك. ارتدِ ملابس تغطي أكبر قدر من جلدك قدر الإمكان. ارتدِ غطاءً للرأس ونظارة شمسية.
  • استخدم كثيرًا من مستحضر واقٍ من الشمس. استخدم مستحضرًا واقيًا من الشمس واسع الطيف بعامل وقاية شمسي (SPF) لا يقل عن 30، حتى في الأيام الملبدة بالغيوم. ضع الكثير من مستحضر واقٍ من الشمس. ضعه مرة أخرى كل ساعتين. استخدمه كثيرًا إذا كنت تستحم أو تتعرق.
  • تجنَّب استخدام أسِرَّة تسمير البشرة أو المصابيح الشمسية. فقد تضرك هذه المنتجات بقدر ضرر أشعة الشمس.

5. تلقي اللقاح

يمكن أن تساعد الوقاية من بعض حالات العدوى الفيروسية على الوقاية من الإصابة بالسرطان. استشر الطبيب حول الحصول على اللقاحات للوقاية مما يلي:

  • التهاب الكبد B. يمكن أن يزيد التهاب الكبد B من خطر الإصابة بسرطان الكبد. مِن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكبد B الأشخاص متعددو العلاقات الجنسية ومَن يمارسون الجنس معهم والمصابون بعدوى منقولة جنسيًا. وهناك آخرون مُعرَّضون بشكل كبير لاحتمال الإصابة به وهم مَن يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن والمثليون جنسيًا والعاملون في مجال الرعاية الصحية أو السلامة العامة المحتمَل ملامستهم لدم أو سوائل جسم شخص مصاب بالعدوى.
  • فيروس الورم الحليمي البشري (HPV). فيروس الورم الحليمي البشري هو فيروس منقول جنسيًّا يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم وغيره من السرطانات الأخرى التي تصيب الأعضاء التناسلية. ويؤدي كذلك إلى سرطانات الخلايا الحرشفية في الرأس والعنق. يمكن أن يحمي اللقاح الأطفال بعمر التسع سنوات واليافعين الذين لم يُطعموا أثناء الطفولة.

6. ابتعد عن السلوكيات الخطرة

تحمل بعض السلوكيات خطورة عالية للإصابة بالعدوى التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسرطان. للمساعدة على الوقاية من السرطان:

  • احرص على سلامتك أثناء ممارسة الجنس. قلَّل عدد الشركاء الذين تمارس الجنس معهم. واستخدم واقيًا ذكريًا. كلما زاد عدد الأشخاص الذين تمارس معهم الجنس، زادت احتمالات الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، مثل فيروس نقص المناعة البشري أو فيروس الورم الحليمي البشري. الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشري أو الإيدز عرضة بشكل أكبر لخطر الإصابة بسرطان الشرج والكبد والرئة. يرتبط فيروس الورم الحليمي البشري عادةً بسرطان عنق الرحم، لكنه قد يزيد أيضًا من خطر الإصابة بسرطان الشرج والقضيب والحلق والفرج والمهبل.
  • تجنب مشاركة الإبر مع الآخرين. يمكن أن يؤدي تعاطي المخدرات باستخدام إبر مشتركة إلى الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري. وقد يؤدي ذلك الأمر إلى التعرض لالتهاب الكبد B وC، ما يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد. إذا كنت بحاجة إلى مساعدة بشأن تعاطي المخدرات أو الإدمان، فتحدث إلى مختص في تلك المجالات.

7. احصل على الرعاية الطبية

أجرِ فحوصات ذاتية بشكل منتظم، إلى جانب فحوصات التحقق من الإصابة بالسرطان، مثل سرطان الجلد والقولون وعنق الرحم والثدي. تزيد هذه الجهود من فرص اكتشافك للسرطان مبكرًا، وفي هذه الحالة، يكون نجاح العلاج هو الأكثر ترجيحًا. اسأل الطبيب عن أفضل فحوصات السرطان المناسبة لك.

demo-attachment-21-23062019-P1166690-51804-original-protected

الكيماوي بالتسخين الحراري

إن كلمة التسخين تعني رفع الحرارة ( حسب المصدر اليوناني). على العكس من الحمى والتي تنشا ويتم السيطرة عليها من قبل الجسم نفسه فإن التسخين هو رفع حرارة الجسم ( كليا أو منطقة معينة فقط) من الخارج. يستخدم التسخين لقتل الخلايا السرطانية أو لجعلها أكثر استجابة للعلاج الإشعاعي.

منذ زمن طويل كان من المعروف تأثير الحرارة على الجسم. كان البعض قديما يستخدمون عقاقير (مسببة للقيح) لرفع الحرارة للعلاج من أمراض معينة, وكذلك تم إعطاء جائزة نوبل للطب في عام 1927 للعلاج برفع الحرارة الذي استخدم في علاج مرض الزهري.

من المعروف أيضا أن الجسم يولد الحرارة في حال حصول التهاب لأن مقاومة الجسم الذاتية تتحسن في حالة ارتفاح حرارة الجسم, في الوقت نفسه فإن الحرارة العالية تكون خطيرة حيث أنه بدءً من درجة الحرارة 42 يبدأ البروتين بالتدهور والذي يعد جزء أساسي من تكوين الجسم.

من حيث المبدأ فإن العلاج بالتسخين هو علاج إضافي يستعمل بالترافق مع العلاج الإشعاعي أو الكيميائي, إن القتل المباشر للخلايا الخبيثة من خلال الحرارة ممكن ولكن الأنسجة السليمة سوف تتأذى بشدة.

يتم من خلال التسخين جعل الخلايا السرطانية أكثر استجابة للعلاج الإشعاعي اللاحق. كيف يعمل هذا, في علم الأحياء الكثير من أنواع السرطانات تعمل على هذا الأساس. بسبب النمو السريع للسرطان فإن الكثير من المناطق في الجسم يقل إمدادها, لأن الأوعية الدموية لايمكنها ان تنمو بالسرعة الكافية. الحرارة في هذه الحالة تؤدي إلى إجهاد حراري. من خلال العلاج الإشعاعي اللاحق فإن الخلايا المنهكة تتم ازالتها بشكل فعال وهكذا يتم جعل جزء من الورم يستجيب للأشعة والذي نجا سابقا من العلاج الإشعاعي لوحده.

أنواع السرطانات والتي يمكن معالجتها من خلال هذه الطريقة هي من حيث المبدأ الأورام, والتي يتم علاجها بشكل أولي من خلال الأشعة.

في حالة الأورام التالية يمكن للعلاج بالتسخين أن يؤخذ بعين الاعتبار:

  • أورام جدار الصدر في سرطان الثدي
  • أورام الثدي السطحية
  • الميلانوم الخبيثة
  • سرطان المستقيم
  • سرطان الشرج
  • سرطان البروتستات
  • المرحلة المتقدمة من سرطان عنق الرحم
  • المرحلة المتقدمة من سرطان المثانة
  • بعض أنواع سرطانات الرأس والعنق

 

يجب الانتباه أن العلاج بالتسخين ليس العلاج القياسي لأمراض السرطان, لذلك لابد من الرجوع للتأمين الصحي لسؤالهم فيما اذا كان يتحمل تكلف العلاج. غالبا مايتم استخدام العلاج بالتسخين ضمن التجارب الطبية في المستشفيات الجامعية الكبرى, يوجد في السوق حاليا فقط أجهزة محدودة العدد بعد حيث يحتاج الانتاج بالجملة إلى الانتظار لبعض الوقت.

في البداية يتم الاجتماع بين عدة مختصين لمناقشة حالة السرطان ويلتقي عادة أطباء في الطب الداخلي ( الباطني), أطباء الأورام (أخصائيين الأورام الخبيثة), جراحين ومختصين في العلاج بالأشعة. هنا يتم التشاور مع المريض حول رغبته لاختيار نوع العلاج الأنسب.

في حالة الاتفاق على استخدام مزيج من العلاج بالتسخين والعلاج بالأشعة يتم شرح العلاج من قبل المعالج بالأشعة في البداية والذي يقوم بشرح منهج المعالجة تماما ويتطرق للمخاطر والآثار الجانبية

التسخين يتم بمساعدة الموجات الكهرومغناطيسية ( موجات الراديو والمايكرويف). حسب نوع الورم فإنه يتم استعمال خيارات مختلفة من التسخين.

في هذه الطريقة يتم تدفئة كامل الجسم. من المهم في هذه الحالة أن يكون السرطان منتشر في مناطق مختلفة من الجسم, غالبا مايتم تجربة هذه الطريقة خلال الدراسات ولذلك لاتوجد معلومات كثيرة عن الآثار الجانبية والتشخيص.

يتم أيضا استخدام العلاج بالتسخين بشكل سطحي حيث تطبق الموجات الكهرومغناطيسية أو الموجات فوق الصوتية مباشرة على المناطق على سطح الجلد أو مباشرة تحته. يتم علاج سرطان الثدي وكذلك أورام الجلد والنقائل في منطقة الجلد بهذه الطريقة. هنا يتم استخدام العلاج بالتسخين لوحده أو بالاشتراك مع العلاج بالإشعاع.

يستعمل العلاج بالتسخين العميق أو في مناطق معينة أيضا, حيث يتم تدفئة منطقة واسعة حول الورم من أجل الوصول إلى مناطق عميقة حيث يتوضع الورم الخبيث. يستعمل هذا النوع من التسخين في معالجة الأورام في منطقة نهاية الأمعاء والأورام في منطقة البطن. يستلقي المريض على فراش وتسلط عليه الأشعة من خلال جهاز حلقي يدور حول المريض. لتحسين توجيه الأشعة يستلقي المريض على فراش من الماء لأن الماء لديها قدرة توصيل عالية.

طريقة أخرى للتسخين وهي التسخين الفراغي, هنا يتم بشكل شبيه للعلاج الإشعاعي الموضعي ( نوع من العلاج بالأشعة) حيث يتم تعريض الورم لعدة مجسات ومن خلال هذه المجسات يمكن أن يتم إيصال الموجات الكهرومغناطيسية إلى الورم والتأثير عليها. في حال كون الورم يمكن الوصول إليه خارجيا (مثل سرطان البروتستات أو أورام الرأس والحلق المختلفة) يتم تسليط المجس مباشرة عليه. وإلا فيتم وضعه بالمكان المناسب باستخدام المخدر الخفيف.

أحد أحدث الإنجازات هو التسخين باستخدام الجسيمات النانوية الممغنطة من الحديد حيث يتجمع الحديد في النسيج السرطاني بشكل خاص, بواسطة المغنطة من الخارج عبر الحقل الكهرومغناطيسي يمكن التحكم بتسخين الجسيمات النانوية, هذه الطريقة يتم استخدامها حاليا في التجارب الطبية مع حالات أورام المخ.

كل أنواع الحرارة الزائدة تعتبر غير مريحة بالنسبة للبشر, مستشعرات الحرارة تصدر تنبيهات وتفرز مواد للألم, هذه التأثيرات الجانبية تحدث أيضا في العلاج بالتسخين للأسف, للتخفيف من ذلك يتم إعطاء حبوب للألم أو يمكن للعلاج أن يتم باستخدام تخدير خفيف.

بالإضافة لذلك يتم قياس الحرارة في مناطق العلاج باستخدام مجسات الحرارة والتي يتم وضعها على الجسم, هذا يتيح التحكم الدقيق وتغيير إعدادات الإشعاع عند اللزوم.

يعد التأثير السلبي على الجلد أو العضو من اكثر التأثيرات الجانبية حيث يمكن أن يحدث إلى جانب الألم أحمرار وتورم أيضا, ممكن في بعض الحالات الصعبة أن يحدث احتراق أيضا.

بالإضافة إلى ذلك فإن زيادة حرارة الجسم أو جزء كبير من الجسم يعتبرعبئاً كبيراً على القلب والدورة الدموية والذي يجعل هذا العلاج مستبعداً لبعض المرضى. بالإضافة إلى ذلك فإن أعراض جانبية أخرى تظهر عند استخدام مزيج العلاج مع العلاج الإشعاعي.

في كثير من الحالات يمكن للجمع مابين العلاج بالتسخين والعلاج بالأشعة أن يتيح علاج أفضل لأمراض السرطان الخبيثة عما هو الحال في حال استخدام العلاج الإشعاعي لوحده. لكن للأسف فإن مجال المعالجة باستخدام هذه الطريقة لمعالجة الأورام لم يتم دراسته بالكامل في التجارب الطبية, بالإضافة إلى ذلك فإن مراكز طبية محدودة تقدم إمكانية المعالجة بهذه الطريقة حتى الآن.